السبت،26 تشرين الأول 2019 -  4:00 مساءً - متحف سرسق

كم للجسد أن يتحمّل من حرارة؟ في العام 1997 قام برنامج التلفزيون الأميركي «ألغاز بلا حل» بتمثيل درامي لحالة من حالات الاشتعال الذاتي، إذ التهمت النيران امرأة من دون أي سبب واضح. اليوم، وقد صار الاشتعال الذاتي من قبيل الخرافات وليس حالة طبيّة معترف بها، لازالت تلك الظاهرة تلهب المخيّلة: ماذا قد يحرق الإنسان من الداخل؟ يرى بعض الباحثين أن السبب قد يعود للغضب، أو للتغيرات المناخية. 

في 14 نيسان 2018، أضرم محامي حقوق المثليين والناشط البيئي داڤيد س. باكِل النيران بجسده في منتزه پروسپكت في بروكلين، وخلف وراءه رسالة مضمونها "التلوّث يلتهم كوكبنا، حتى صار الهواء والتراب والماء والمناخ غير صالح للعيش.. سوف يعكس موتي المبكّر بالوقود الحفري ما جنيناه على أنفسنا".

بحلول العام 2050، سوف يعرّض ارتفاع درجات الحرارة كل ما يعيش على هذا الكوكب لموجات حرارة قاتلة. 

أسطورة النار: ربما كان الاشتعال الذاتي رمزاً للاستعار السياسي حينما تشتعل الحياة نفسها كي ترتقي بلهيب الوضع السياسي والمادي الراهن، واحترار الكوكب؟

يستعمل تعبير "فليمَر" (ملتهب) وصفاً مخزياً للمثليّ الصارخ، بيد أن الاشتعال الذاتي هو تحديداً التحوّل لشعلة ملتهبة، أحرّ من أن تمسّها الأيدي. 

زاك بْلاس فنان ومخرج وكاتب تتسع ممارسته الفنية لتشمل التحقيقات التقنية والبحوث النظرية والمفاهيمية وعروض الأداء والخيال العلمي. تناول في أعماله الأخيرة مواضيع منها الأسْر البيومتري والسفر عبر الزمن وحفظ الأمن، باعتباره ضرباً من ضروب التصوّف، وبلورات سيليكون ڤالي والسايكاديليا والمنشطات الدماغية والقضبان الاصطناعية والاحتراق الذاتي. عُرضت أعماله وقدم محاضراته وأفلامه في شتى أرجاء العالم، ومؤخراً في مركز ووكر للفن (٢٠١٨) وبينالي غوانغجو وماتاديرو، مدريد، ومتحف مقاطعة لوس أنجلوس للفن ومهرجان برلين السينمائي الدولي الـ٦٨ وآرت إن جنرال وغازووركس وإي-فلكس. بْلاس راهناً هو زميل الريادة في مجلس المملكة المتحدة للفنون والإنسانيات والبحوث (٢٠١٨-٢٠٢٠) كما كان زميل ميركاتور لـ"هيئات السينما" في جامعة غوته، فرانكفورت (٢٠١٩). يحاضر في قسم الثقافات البصرية في غولدسميثز، جامعة لندن. 

تأتي هذه الفاعلية في سياق أشغال داخلية 8: منتدى عن الممارسات الثقافية.