ضد الفوتوغرافيا: محاضرة ونقاش مع الفنان أكرم زعتري

تحتل الأجسام الفوتوغرافية موضع الصدارة في ممارسة أكرم زعتري الفنية منذ العام ١٩٩٥. وإن التشكلات الفوتوغرافية - أو الظهورات كما يسميها - هي موضوع هذا الكتاب، وهي أجسام غامضة تحمل آثار أحداث انقضت وتصاحب الناس في لحظات بارزة في حيواتهم. إن للصور الفوتوغرافية، سواء ما نحفظه وما ندمره منها، قدرة على استثارة ردات فعل متباينة وحادة. وعلى الرغم من أنها تلتقط لحظات، فإن التغيير ينال منها بمرور الزمن، إذ يتغير استقبالنا لها بل وحالتها المادية أيضاً، بفعل تعرّضها لمحيطها الطبيعي والمجتمعي والسياسي. وإن الرغبة في تملّك هذه الصور والتطلع إليها وجمعها تمتد بجذورها في شتى الدوافع، منها الشخصي ونها التجاري.

 أكرم زعتري (م. ١٩٦٦، لبنان) فنان يقيم ويعمل في بيروت، له أكثر من خمسين شريط ڤيديو واثني عشر كتاباً وما لا يحصى من تجهيزات المادة الفوتوغرافية، تسلك كلها عدداً من المسارات والموضوعات والممارسات المتّصلة بالتنقيب والمقاومة السياسية وحياة المناضلين السابقين وإرث اليسار المنهك والحميمية بين الرجال وتداول الصور في أوقات الحرب والتلاعب بالزمن الكامن في مكاتبات فُقدت أو عُثر عليها أو طُمرت أو اكتُشفت أو تأخرت في الوصول إلى وجهتها. يعد زعتري واحداً من عدد ضئيل من الفنانين الشباب الذين صعدوا بعد حقبة التجريب في صناعة التلفزيون اللبناني قصيرة الأمد، والتي أعيدت هيكلته على نحو جذري في أعقاب الحرب الأهلية. على مدار السنوات العشرين المنصرمة، أسهم زعتري إسهاماً قيّماً في الخطاب العام المتعلّق بجهود الحفظ والأرشفة.